الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

#حنعمرها.. غزة تزيل الأنقاض عن نفسها 

حجم الخط
qClE8.jpg
غزة_ وكالة سند للأنباء 

هدأ العدوان، واستكانت غزة، وتجلى الوجع بصوره المختلفة، آلامٌ في كل زاوية، وجعٌ في قلب كل غزي، أماكن تشوهت معالمها، ولم يعد المارون في الطرقات يعرفونها، 11 يوماً مرت ثقيلة، إلا أنّها في سبيل القدس كانت تهون، كما كان يردد الغزيون. 

غزة، في كل مرة، لا تكاد أن تلتقط أنفاسها، حتى تلملم جراحها بنفسها، تنفض الغبار والركام، وتُسارع للعودة إلى الحياة، وهكذا الغزيون سارعوا إلى بعث الحياة من جديد في مدينتهم، انتشلوا الركام بعون بعضهم البعض، آملين عودة مدينتهم العنقاء أجمل من كل مرة، بعد تعاضد الجميع ضمن مبادرة #حنعمرها. 

مبادرة #حنعمرها 

وعن طبيعة مبادرة "حنعمرها" توضح عضو مجلس بلدية غزة فداء المدهون، أن الفكرة جاءت من رغبة عدد من الفرق الشبابية والمتطوعين بالقيام بحملات تنظيف للمدينة. 

وتبين المدهون أن بلدية غزة تبنت الفكرة ‏بتنسيق جميع الجهود، لتسخير إمكانيات الجميع والتعاون في تنظيف شوارع المدينة من آثار العدوان. 

وتشير إلى أن البلدية عقدت اجتماعا تنسيقيا مع الفرق والمتطوعين ومجموعات شبابية والمؤسسات المختلفة، وحددت انطلاق الحملة وطبيعة العمل. 

وتهدف الحملة إلى تعزيز مشاركة المجتمع، وتسخير الإمكانيات المتبادلة، لإعادة الحيوية لشوارع غزة، من خلال تنظيف شوارع المدينة، وإزالة آثار العدوان عن شوارع وطرقات المدينة لتسهيل الحركة، في ظل حجم الدمار الكبير والاستهداف المباشر للشوارع، ما ضاعف الجهد في الحاجة لمثل هذه المبادرة. 

وتؤكد المدهون أن المشاركة المجتمعية من أبناء المدينة كانت لافتة جدا، في يوم الانطلاق شارك قرابة ألف متطوع ومتطوعة من جمعيات ومؤسسات وأحزاب سياسية وفرق شبابية وعائلات المدينة. 

Y1l4f.jpg
 

مميزات الحملة 

وحول ما يميز هذه الحملة تذكر أنها جاءت بمبادرة من أبناء المدينة وبمشاركة من كل فئات المجتمع، ففيها العمال والطلبة والأكاديميين والنقابيين، ومن مختلف التوجهات الحزبية. 

وتلفت المدهون إلى أنه قد شارك في المبادرة النساء والرجال والأطفال، وكانت هناك حالة من التنافس غير المسبوق، كون الكل يريد أن يكون في المقدمة في إعادة تنظيف وبناء مدينته. 

وتستمر الحملة أسبوع كامل لتغطي جميع شوارع مدينة غزة، والتي كانت في دائرة الاستهداف خلال العدوان الأخير_ كما توضح المدهون_. 

وتضيف لـ"وكالة سند للأنباء" أن هذا الزحم لهذه المبادرة كشف وجه غزة الجميل والإرادة القوية في الحياة، والتعمير والتعاضد والتكاتف بين المواطنين في إعادة المظهر الجميل للمدينة والمشارك في الحملة يزيد أمله بأهل غزة وشبابها، وأنهم قادرون على إعادة بناء المدينة بسواعدهم. 

وتشير المدهون إلى أن هذه الحملة والتفاعل معها تؤكد على أهمية تكامل الأدوار المبنية على العقد الاجتماعي الناظم لعمل البلدية، وتطبيقا لسياسة إشراك المواطنين في البناء والمحافظة على المدينة. 

85-182706-palestinian-initiative-remove-gaza_700x400.jpg
 

مشاركة العائلات

عائلة عبد اللطيف والتي سارعت للمشاركة بحملة "حنعمرها"، توضح أن الهدف الأساسي من المشاركة بشكل عائلي، هي استجابة لدعوة بلدية غزة، والمساهمة في رسم لوحة التحدي والصمود وإرادة الحياة من غزة أطفالاً وكباراً. 

وتقول دعاء عبد اللطيف لـ"وكالة سند للأنباء" أن أطفالي عاشوا كغيرهم من الأطفال أجواء الخوف وفقدان الأمل والشغف في هذه الحياة مع كل صاروخ كانوا يسمعونه، ويرون كيف أنهى ببطشه أحلاما كثيرة ودفنها تحت الرماد. 

وتبين أنها رأت أن في المشاركة بهذه الحملة فرصة جيدة لإعادة الأمل لنفوس أطفالها وترسيخها في أذهانهم، وأن لكل منا في هذه الحياة دور وواجب ومسئولية لابد أن يؤديها، ما دام الدم يجري في عروقه حبا لهذه الأرض ورفعة لهذا الدين. 

وتضيف عبد اللطيف: "نزيل الركام عن الأرض والقلوب، ونمضي خلف أحلامنا ما شاء الله لنا عمراً في هذه الحياة". 

qClE8.jpg
 

وتشير عبد اللطيف إلى أن رسالتها التي أرادت أن توصلها للعالم، أن الغزيين يحبون الحياة ما استطاعوا لذلك سبيلاً، وسيقاومون الحزن والخوف بقوة واقتدار كما قاوموا الاحتلال وجبروته. 

وتلفت خلال حديثها لـ "وكالة سند للأنباء" أن المميز في هذه الحملة هي انخراط كافة شرائح المجتمع، وعيش تجربة ثرية تجسد معاني التعاون والتعاضد، فتجد الفرق الطبية، والشباب، والصغار، البعض يوزع الكمامات، والآخر يمرر زجاجات المياه، والبعض يصب القهوة، إكراماً وتخفيفاً عن المشاركين. 

كخلية نحل يتسابق الجميع في خدمة وطنهم، وقد كان المشهد مهيباً، أطفالاً، وفتيات، وشباب، وكبار سن، وذوي احتياجات خاصة، وحملة شهادات، وعمال كما _تبين عبد اللطيف_. 

وتختم حديثها: "اختلفت الأوصاف اختلافا شديدا، لكن حب الوطن هو الذي جمعنا في هذه الحملة، وعلى أمل أن نشارك في حملة نظام ونظافة في ساحات المسجد الأقصى قريباً". 

85-182708-palestinian-initiative-remove-gaza-7.jpeg